jeudi 20 décembre 2012

لماذا استقال رئيس الاستخبارت الأمريكية؟


فجأة ضحت الإدارة الأمريكية برئيس استخباراتها الذي لم يمر على تعيينه إلا سنة واحدة في وضع دولي مضطرب خصوصا في سوريا و ليبيا ومصر وتونس.

ففي يوم 9 نونبر 2012، استقال مهندس الاستراتيجية الأمريكية في الحرب على العراق و المسؤول السابق عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وأسيا الوسطى من منصبه بعد اكتشاف علاقة خارج إطار الزوجية مع الضابطة في قوات الاحتياط بولا برودويل.
وحسب التقارير الإخبارية فإن علاقتهما بدأت بعد شهرين من تولي بتريوس رئاسة الاستخبارات في شتنبر 2012، كما أنها ساهمت في كتابة سيرته الذاتية.
وقد عثر محققو الشرطة الفدرالية على معلومات سرية في أحد الحواسب التابعة لباولا برودويل المحللة الجيوسياسية و التي عملت في مكافحة الإرهاب بالشرطة الفدرالية. وكانت برودويل قد كشفت معلومات حساسة حين أعلنت خلال محاضرة ألقتها بجامعة دنفر يوم 26 أكتوبر 2012 ، بأن الهجوم على قنصلية بنغازي يوم 11 شتنبر 2012 ، كان محاولة من ميلشيات ليبية لتحرير رفاقهم المحتجزين بالقنصلية. وهو تصريح يخالف ما صرحت به الإدارة الأمريكية سابقا بأن الهجوم كان سببه الاحتجاج على الفيلم الأمريكي " براءة المسلمين".
فبعد مرور أسبوع على استقالة بترايوس ، أقر رئيس الاستخبارت السابق أمام أعضاء لجان الاستخبارات والشؤون الخارجية في الكونغريس في يوم 16 نونبر 2012 في قضية بنغازي بأن الهجوم على القنصلية الأمريكية كان عملا إرهابيا. لكن عضو الكونغرس عن ولاية نيويورك "بيرت كينغ " اعتبر أقوال بترايوس تتناقض مع ما قاله هو نفسه في جلسة استماع عقدت يوم 14 شتنبر 2012.
وأضاف بأن الجهة المسؤولة عن نشر الأخبار التي تقول أن هجوم بنغازي له صلة بمظاهرات الاحتجاج لازالت مجهولة.
وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية كتبت في وقت سابق بأن المخابرات الأمريكية كانت تملك بعثة سرية أثناء الهجوم على القنصلية وبأن سبعة فقط كانوا يعملون في وزارة الخارجية الأمريكية من أصل 30 موظف تم إخلاؤهم بعد الهجوم، وأضافت بأن متعاقدين أمنيين الذي قتلوا في الهجوم هم من القوات الخاصة ويعملون لحساب الاستخبارات الأمريكية.
كما أشارت ديلي تلغراف بأن مايقرب 20 من عناصر المخابرات كانوا يعملون بشكل سري في مبنى منفصل في بنغازي يسمونه " الملحق".
فهل تخوفت إدارة أوباما من انتشار معلومات ستهدد أمنها القومي؟


vendredi 16 novembre 2012

المقاطعة..واجب إنساني

شهدت العديد من الدول الغربية حملات لمقاطعة إسرائيل و المنتوجات التي تصنعها الشركات العالمية التي تستثمر في المستوطنات، باعتبار هذه الأخيرة أراض فلسطينية مسروقة، كما يعتبر نشطاء المقاطعة الاقتصادية أن تواجد هذه الشركات يساهم في الاقتصاد الإسرائيلي، عبر توفير فرص عمل للمجتمع الإسرائيلي والذين أتوا من خارج فلسطين، كما تساهم هذه الشركات في تنمية المجتمع الإسرائيلي عبر مراكز الأبحاث والدورات التكوينية التي تنظمها بالأراضي المحتلة.

ففي يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2012 طالبت 22 جماعة دينية ومنظمة خيرية الاتحاد الأوروبي أن يفرض حظرا على المنتجات التي يصنعها المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي المحتلة معتبرة أن المقاطعة ستقوض مبرراتهم الاقتصادية لبقائهم هناك.

ومن بين المنظمات غير الحكومية 22 هيئة المعونة المسيحية وتروكير الآيرلندية وكنيسة الميثوديست في بريطانيا وكنيسة السويد وتير سوليدير الفرنسية وميديكو انترناشيونال الألمانية. إلى جانب منظمات دينية غير حكومية من فنلندا والنرويج وهولندا والدنمرك وبلجيكا وسويسرا.

إن هذه الدعوات إلى المقاطعة لم تقتصر على منظمات المجتمع المدني، بل شملت كذلك خبراء في الأمم المتحدة. فقد دعا ريتشارد فولك ، المقرر الخاص والمستقل بشأن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية يوم الخميس 25 أكتوبر 2012 إلى مقاطعة الشركات المرتبطة بالمستوطنات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة من بينها هيوليت باكارد HP وموتورولا وفولفو و ومجموعة "دكسيا" المصرفية وكاتربيلر Caterpillar و الشركة الفرنسية فيوليا حتى تلتزم بالمعايير والممارسات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

ففي تقريره المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، و المكون من 40 صفحة يبين الأكاديمي الأمريكي اليهودي أن المستوطنات التي بنيت على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 هي عقبة أمام أي سلام.

وذكر بمقررات الأمم المتحدة التي تعتبر المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، التي يعيش فيها حوالي 311 ألف مستوطن إسرائيلي و2.5 مليون فلسطيني، غير قانونية.
ثم قام ولك في تقريره باستعراض قائمة 13 شركة يعتبرها جزء صغير من الشركات العاملة في المستوطنات اليهودية أو التي تتعامل معها. وفي ختام تقريره دعا فولك إلى:

1. تفكيك المستوطنات.

2.إلتزام حكومة إسرائيل بإبلاغ هذه المؤسسات التجارية بالعواقب القانونية الدولية الناجمة عن العمل بالمستوطنات.

3.تقديم الحكومة الاسرائيلية تعويضات إلى الشعب الفلسطيني.

إنه بالنسبة لفولك لا بد من مقاطعة جميع الشركات التي تعمل في المستوطنات الاسرائيلية أو لديها معاملات معها إلى أن تعمل تلتزم بمعايير وممارسات حقوق الانسان الدولية.

فما موقف أصحاب القضية من العرب والفلسطينيين من هذه الدعوات ؟ ومتى يخرج المواطن العربي من حالة الانفعال اللحظي وردة الفعل المؤقت إلى الفعل الجاد و ينخرط في هذه الحملات الغربية الداعمة للحق والسلام؟

إن المشاعر الطيبة لا تكفي اتجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني من تهجير وتدمير وقتل للأطفال والنساء ، بل لا بد أن نواجه المرحلة بمتطلباتها.

وعلى الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية أن لا تكتفي بالاحتجاج والإدانة، و تنظيم المهرجانات والمحاضرات بل يجب مواجهة المجازر التي ترتكبها اسرائيل في فلسطين المحتلة و القيام بحملة مقاطعة عربية ودولية بغرض إنهاء حصانة إسرائيل من العقاب، والعمل على مساءلتها جراء انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والحقوق الفلسطينية.

إن العرب موسميون وعاطفيون في تعاملهم مع قضايا الأمة العربية والإسلامية، ولا بد أن نتجاوز هذه الحالة بامتلاك رؤية واضحة للصراع مع الكيان الصهيوني و الامبريالية و البحث عن إستراتيجية تمكننا من التأثير في مجريات الأحداث.

فإسرائيل دولة وظيفية استيطانية إحلالية ،كما يقول المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري، زرعت في المنطقة العربية لتقوم بوظيفة محددة وهي حماية المصالح الغربية. ومقابل هذه الوظيفة تتكفل الدول الغربية بدعمها وضمان استمرارها.

لقد وفرت الحكومات الغربية، عبر عقد الاتفاقيات التجارية، وصفقات الأسلحة، والروابط الأكاديمية والثقافية، والعلاقات الدبلوماسية كل الوسائل لضمان استمرارية هذا الكيان الصهيوني.

ومن دون الضغط المستمر والفعال من طرف الضمائر الحية في أنحاء العالم على النظام الغربي الإمبريالي ، ستستمر إسرائيل في ممارسة أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين .كما أنه لا بد من الضغط على الشركات المتعددة الجنسية التي تشكل المحرك الرئيسي للاقتصاد الغربي.

ويعتبر سلاح مقاطعة منتوجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني فعلا إيجابيا سيمكن المواطن والجمعيات والحركات من امتلاك آليات للضغط على الشركات العالمية الذي لديها فروع في الأراضي الفلسطينية المغتصبة، عبر دعوة أصحاب هذه الشركات إلى إغلاق مصانعها ومراكز أبحاثها وتخليهم عن الأسهم المملوكة لشركات إسرائيلية.

إن قيام المستهلكين بمقاطعة منتوجات هذه الشركات سيؤدي بشكل مؤكد إلى تراجع أرباح الشركات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني، كما أن مقاطعة البضائع الاستهلاكية سيخلق نقاشا عاما، و وعيا جماعيا يساهم في جعل المسألة الفلسطينية حاضرة في كل وقت وفي كل مناسبة عبر التركيز على قضية المستوطنات والاستثمارات في الأراضي الفلسطينية المسروقة. ويمكن أن تتخذ مجموعة من الإجراءات:

1. مقاطعتها.

2. سحب الإستثمار منها.

3. فرض عقوبات عليها.

فالمستهلكون يقاطعون، والمستثمرون يسحبون استثماراتهم، والحكومات تفرض العقوبات، لتحقيق مجموعة من الأهداف الإجرائية:

1. التأثير سلبيا على الاقتصاد الصهيوني.

2. رفع الوعي في المجتمعات العربية.

3. فتح نقاش عام حول المقاطعة وتحقيق التراكم.

إن المقاطعة صعبة بالتأكيد، تحتاج إلى جهد ووقت وتضحيات لكن تبقى خيار الإنسان الحر في ظل موازين القوى، إنها مسؤولية أخلاقية على كل إنسان حر أن يتحملها. وستعيد للنضال الشعبي حيويته في مناهضة العنصرية ضد العرب عموما والفلسطينيين خصوصا، كما أعادت للسود الحرية في جنوب إفريقيا خلال فترة النظام العنصري.

 

lundi 1 octobre 2012

جو ليبرمان ..الرجل الذي يريد قطع الانترنت



   
   خلال غشت 2012، زار المغرب عضو مجلس الشيوخ ومرشح الرئاسة السابق جو ليبرمان٬ وركزت المحادثات مع المسئولين المغاربة بالخصوص على ملفات الحكامة والقضاء على الفساد والرقي بالاقتصاد لتحسين مستوى عيش السكان٬ إلى جانب الأحداث الدولية٬ خاصة ما يحدث في سورية ٬ إلى جانب الوضع في مالي وملف الصحراء.
 
فمن هو السيناتور جو ليبرمان ؟
       ولد جو (أو جوزيف) ليبرمان عام 1942، وأمضى تعليمه الأساسي في المدارس الأمريكية العامة، وحصل على ليسانس في الآداب من بجامعة ييل عام 1964، وعلى ليسانس الحقوق من جامعة ييل أيضاً .
       يحظى ليبرمان بدعم كبير من اليمين الأمريكي والعناصر المحافظة المتطرفة في الحزبين الجمهوري والديمقراطي في نفس الوقت وكان ليبرمان مرشحاً لمنصب نائب رئيس على قائمة آل جور في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 .
       يعتبر جوزيف ليبرمان من دعاة الحرب على سوريا حيث يطالب بتدريب وتسليح المعارضة السورية ومدها بالمعدات والاتصالات.
       فقد صرح ليبرمان في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية يوم الثلاثاء 7 غشت 2012 بأنه : " ليس كافيا بالنسبة لنا أن نطالب برحيل الأسد شفهيا، لدينا مسؤولية أخلاقية تجاه الشعب السوري لعمل المزيد"..
       واستطرد العضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي قائلا: "يجب على أمريكا احتضان المعارضة السورية والعمل معهم عن كثب، وإمدادهم بالأسلحة".
       فهل فعلا، يسعى ليبرمان إلى السلام و نصرة الشعب السوري المظلوم، وهو الذي كان من أشد المؤيدين للاحتلال الأمريكي للعراق، وضغط على وسائل الإعلام لمنعها من نشر صور تظهر عمليات تعذيب واغتصاب المعتقلين العراقيين في سجن أبوغريب بالعراق، واعتبر نشر هذه الصور بمثابة عملية "تلصص صرف"!
ليبرمان و الانترنت
       منذ سنوات وليبرمان يعمل على طرح مشاريع قوانين باسم          " الحرب الشاملة على الإرهاب" لتحويل أمريكا إلى دولة بوليسية تخرق الحقوق الدستورية لمواطنيها.
       ففي 11 أكتوبر 2001 اقترح مشروع  S1534 بهدف إنشاء وزارة الأمن الداخلي. ومنذ ذلك الحين، اعتبر من طرف المراقبين والمحللين وراء تشريعات عنيفة مثل قانون حماية أمريكا لعام 2007  و المحارب العدو ، وقانون عام 2010 بشأن الاستجواب والاعتقال والملاحقة القضائية، ومشروع قانون  طرد "الإرهابيين" وسحب جنسية أي أمريكي متهم بالإرهاب.
في 1 دجنبر 2010 أزال موقع أمازون ويكيليكس من خوادمه بسبب الضغط الذي تعرضت له الشركة من طرف السناتور جو ليبرمان، بصفته عضوا في لجنة شؤون الأمن الوطني والحكومي الداخلي في مجلس الشيوخ.
       وخلال شهر نونبر من عام 2011 أرسل عضو الكونجرس الأمريكي جو ليبرمان رسالة إلى المدير التنفيدي لشركة جوجل "لاري بيج" يطالب فيها الشركة بأن تعطي لمستخدمي الانترنت إمكانية تصنيف أي مدونة بأنها تحتوي على مادة إرهابية عبر وضع علامة " محتوى إرهابي" حتى يسهل أمر إزالتها من الشبكة العنكبوتية.
       و نحن نعلم أن كلمة إرهابي في القاموس الأمريكي تسري كذلك على حماس وحزب الله وعلى من يسعى إلى تحرير أراضيه من الاستعمار.
       ومنذ سنوات يسعى ليبرمان إلى تمرير قانون يمنح الرئيس الأمريكي "السلطة المطلقة" للسيطرة على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، بتفويض من الكونجرس، بحيث يتاح له إغلاق شبكة الإنترنت العالمية "قتل الشبكة" kill switch internet بمجرد الضغط على زر، في حال أي تهديد للأمن القومى الأمريكي.
       ففي  14 فبراير 2012  قام بوضع مشروع قانون Cybersecurity Act of 2012 حيث  سيلزم الشركات المزودة لخدمات الإنترنت الالتزام بالقانون لدواعي الأمن القومي، وإلا سيتم تغريم أي شركة لا توقف الشبكة.
       ويبرر ليبرمان موقفه بمقولة وزير الدفاع "ليون بانيتا":" إن بيرل هاربور الجديدة التي ستواجهها أميركا قد تكون على شكل هجوم إلكتروني يشل أنظمة الطاقة، وشبكات الكهرباء، والمنظومات الأمنية والمالية". كما يدافع جو عن مشروعه بأنه " سيساعد على تعزيز البنية التحتية الرقمية ضد الاختراقات من خلال إنشاء "معيار الذهب" في مجال الدفاع الإلكتروني، واستخدامه في كافة أرجاء المنظومة الإلكترونية، بدءاً من الشبكات الحساسة، إلى الحواسيب الشخصية" .
       إنه يعتبر الانترنت "ملكية وطنية" خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية.



زكرياء سحنون- صحافي


الرياضة والتنمية



          انتهت الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012 التي أقيمت في لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة وإيرلاندا ، و عرفت مشاركة أكثر من 10،000 رياضي من 204 دولة (منهم 448 رياضياً عربياً).
         وكانت حصيلة أهم حدث رياضي من حيث الحجم والأهمية كالتالي:
·        مجموع الذهبيات  304
·        مجموع الفضيات 297
·        مجموع البرونزيات 357
·        عدد الدول التي لم تربح أي ميدالية 87

         و حصدت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عدد من الميداليات برصيد 46 ذهبية ، كما حصدت أكبر عدد من الميداليات الفضية29. و حطم السباح الأمريكي "مايكل فيلبس" الرقم القياسي لأكبر عدد من الميداليات الأولمبية يحرزها رياضي حيث فاز بـ19 ذهبية.
         بينما حلت الصين في المركز الثاني برصيد 38 ذهبية من أصل 87 ميدالية، ثم بريطانيا ولها 29 ذهبية من أصل 65 ميدالية. و احتلت روسيا الرتبة الرابعة ب 29 ذهبية و حصولها على أكبر عدد من الميداليات البرونزية: 33.

         أما بالنسبة للعرب فقد شارك 14 قطر عربي من أصل 23 دولة فكانت النتيجة هزيلة: 12 ميدالية بينها ذهبيتان و3 فضيات و7 برونزيات موزعة كالتالي:
الجزائري توفيق مخلوفي ذهبية سباق 1500 م في ألعاب القوى، والتونسي أسامة الملولي ذهبية سباق 10 كلم في المياه الحرة في السباحة، والمصري كرم جابر فضية وزن 84 كلغ في المصارعة اليونانية الرومانية، والمصري علاء الدين أبو القاسم فضية سلاح الشيش في رياضة المبارزة، والتونسية حبيبة الغريبي فضية سباق 3 آلاف م موانع في ألعاب القوى والتونسي أسامة الملولي برونزية سباق 1500 م حرة في السباحة، والمنتخب السعودي برونزية قفز الحواجز في الفروسية والقطري ناصر العطية برونزية السكيت في الرماية، والمغربي عبد العاطي إيغيدير برونزية سباق 1500 م في ألعاب القوى، والكويتي فهيد الديحاني برونزية التراب في الرماية، والقطري معتز برشم برونزية الوثب العالي في ألعاب القوى والبحرنية مريم جمال برونزية سباق 1500 م في ألعاب القوى.
         وبالنسبة للمغرب فمن أصل 75 لاعب مشارك في الألعاب الأولمبية، تمكن فقط 6 لاعبين مغاربة من تجاوز الدور الأول و لم يتمكن 90 في المائة من الولوج إلى الدور الثاني.

         إن هذه النتائج الرياضية تظهر بشكل جلي العلاقة الجدلية بين الرياضة والتنمية، و التلازم بين النتائج المحصل عليها من طرف الدول ومستويات تنميتها الاجتماعية والاقتصادية.  
         فالدول التي حصلت على أكبر عدد من الميداليات هي الدول التي تتمتع بمستوى عالي من التنمية. وغالبية الميداليات الذهبية حازتها دول تتميز بمؤشرات اقتصادية واجتماعية عالية.
         فإذا اطلعنا على بعض المؤشرات الخاصة بالدول التي حصدت على أكبر عدد من الميداليات الذهبية فإننا سنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية مثلا تملك أكبر ناتج محلي إجمالي في العالم بقيمة 15.09 تريليون دولار ( 2011) و معدل نسبة محو الأمية يقترب من نسبة 99%. أما بالنسبة للصحة فإن متوسط أعمار الأمريكيين يبلغ 78.4 سنة عند الولادة.
         و بالنسبة للصين فإنه لا أحد يجادل في أن الصين أصبحت قوة اقتصادية يحسب لها ألف حساب. فعلى الرغم من امتلاكها فقط  7% من الأراضي الزراعية، فقد استطاعت توفير الغذاء لسكانها.
         إن الصين تعتبر من بين الدول الأكثر تقدمًا بفضل تحسن مستويات التعليم والدخل ومتوسط الأعمار بين سكانها. فإجمالي الناتج المحلي يقدر ب 7.318 تريليون دولار ( 2011) ، بينما معدل العمر المتوقع للحياة هو 73 سنة.
         أما بالنسبة للدول العربية ، فقد أكدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاكسو أن نسبة الأمية في الوطن العربي هي أعلى النسب على المستوى العالمي و لا يزال قرابة ربع سكان المنطقة العربية محرومين من محو الأمية.
         و رغم وفرة الموارد فلازالت المنطقة العربية تعاني من سوء التغدية. فحسب منظمة الأغدية والزراعة للأمم المتحدة فإن المنطقة العربية ارتفعت فيها نسبة من يصيبهم قصور الغذاء منذ تسعينيات القرن العشرين، مع تفاوت بين بلد وآخر في  مكافحة الجوع.

         لكن إذا كانت التنمية الاقتصادية عامل مهم وضروري لتحقيق الإنجازات الرياضية فإنها تبقى غير كافية.
         فسويسرا، البلد الأكثر ثراءً في العالم و الذي يتوفر على مؤشر عالي جدا في التنمية البشرية  (2011) ، لم تحصل إلا على 3 ميداليات: ذهبية و فضيتين.
         وأما فيما يخص دول الخليج التي يتراوح دخلها الفردي ما بين العشرة آلاف دولار والعشرين ألف دولار لكل مواطن في السنة، فإنه لم تحرز على أي ميدالية ذهبية ( السعودية:برونزية ،  قطر: برونزيتين، الكويت: برونزية ، البحرين: برونزية).
         إن الدول التي تريد كسب المدياليات الذهبية، عليها أن  تكسب المعارك الكبرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. والحصول على الرتبة الأولى في المسابقات الرياضية هو مرآة لمستوى التنمية والتطور الذي تشهده الدولة التي تقلدت هذه المرتبة.
         و كل الإنجازات الرياضية هي قبل كل شيء نتيجة لمستويات عالية من التعليم والصحة...
زكرياء سحنون- صحافي

samedi 5 mai 2012

«الإنترنت والاستلاب التقاني»

صدر عن «مركز دراسات الوحدة العربية « كتاب « الانترنت والاستلاب التقاني» للدكتور عبد العالي معزوز. الكتاب يندرج ضمن سلسلة “أوراق عربية” التي تعنى بنشر مادة فكرية ميسّرة لقاعدة واسعة من القرّاء، في موضوعات وشؤون مختلفة (سياسية، اجتماعية، اقتصادية، لغوية، إعلامية…).
يبحث الكاتب في مفهومي «التقنية» و«الانترنت» عبر ثلاث مقاربات فلسفية : الفيلسوف هيدجر و الفيلسوف هابرماس و الفيلسوف جاك إيلول. ويستنتج في نهاية بحته اغتراب الإنسان عن ماهيته الإنسانية نتيجة تبعيته للتقنية التي اخترعها وعلى رأسها الانترنت.
ففي القسم الأول من الكتاب يقربنا أستاذ التعليم العالي، شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك من نظريات الفلاسفة الثلاث من التقنية.
وبالنسبة للفيلسوف الألماني هيدجر فإن المهم ليس سؤال التقنية بل مسائلة ماهيتها الفلسفية، الأمر الي يتطلب عدم التحيز لا للتقنية ولا عليها. إنها بالنسبة لهذا الفيلسوف هي « تعبير عن كيفية ظهور الوجود في الأزمنة الحديثة» إنها استدعاء للوجود وللطبيعة لكي تخرج ما بداخلها من طاقة. إن التقنية من منظور هذا الفيلسوف ، هي تحريض للطبيعة لكي تخرج طاقتها وتخزينها وإعادة توزيعها، وحتى الانسان مطالب تسليم مابداخله من قوة. فهيدجر يعتبر أن الإنسان بالنسبة للتقنية سوى موردا من الموارد تترجم في علوم التسيير إلى موارد بشرية. أما هابرماس فيعتبر التقنية أوسع من أن تحصر في أدوات وأجهزة. و يلتقي مع هيدجر في عدم اعتبار التقنية محايدة حيث ينظر إليها من الناحية الإيديولوجية والاجتماعية. إنها « المنطق العام الذي يهيمن على الاقتصاد والإدارة والسياسة والسلطة والذي تعتبر سمته المهيمنة النظر إلى كل شيء ، لا على أساس أن له قيمته في ذاته بل على أساس أنه موجه نحو غاية: الانتاج و مزيد من الانتاج في الاقتصاد و الرقابة والضبط في المجتمع و مأسسة الهيمنة في السياسة».
فبالنسبة لهابرماس، تعتبر التقنية هي هيمنة العقل الاستراتيجي والمنطق التقني الذي يعتبر العقل المنظم للمجتمعات الحديثة. و الهدف هو تحقيق النفع والمردودية والربح وإرساء الضبط و الرقابة الاجتماعية وترسيخ الهيمنة السياسية.
ويشير الكاتب إلى كتاب «العلم والتقنية كإيديولوجيا « للفيلسوف هابرماس الذي يعتبر فيه العلم والتقنية إيديولوجيا جديدة في المجتمعات الرأسمالية، حيث ساعد « هذا الجهاز التقني والعلمي الدولة المعاصرة على إفراغ السياسي من اسياسة،و تحويل الديموقراطية إلى تقنوقراطية..واستحالت الثقافة في المجتمعات الرأسمالية إلى صناعة للأوهام ، واختزلت في مجرد تنظيم لأوقات الفراغ، وتحولت إلى تسلية وترفيه، والحال أن الثقافة سمو وترقي وتربية ذوق».
ويشرح أكثر الدكتور عبد العالي معزوز، منظور هابرماس للتقنية بالإشارة إلى أهم مظاهر التحكم الإيديولوجي للعلم والتقنية ، وهي :
1.تقنية المراقبة والاتصال، جعلت المجتمعات مجتمعات تلصص و تجسس على موطنيها عبر كاميرات المراقبة في كل ركن وكل زاوية.
2.تطوير وسائل تقنية للتحكم في النظام الجيني وتوجيهه بما يتلاءم مع الليبرالية ومبدأ الفعالية.
فبالنسبة لهابرمارس،يضيف الكاتب، فإن هيمنة اييولوجية العلم والتقنية في المجتمعات المعاصرة سيؤدي إلى ضمور وانكماش الفضاء السياسي والمجال العمومي، والتشويه الذي تقوم به وسائل الإعلام عبر تحويل النقاش السياسي إلى الفرجة.
من جهته يعتبر الفيلسوف جاك إيلول التقنية . إنها المنطق الناظم لكل الآلات والأجهزة والأدوات ولكل الطرائق والأنظمة. « فلا معنى لسرعة الاتصالات في العالم التقني الذي نعيش فيه بدون ربطها بأنماط الشغل وبأشكال السكن ...
وبعد التطرق الكاتب إلى مفهوم التقنية و خصائص النظام التقني، ينتقل إلى موقع الإنسان من العالم التقني. فبالنسبة لجاك إيلول التقنية هي المحيط الذي يسبح فيه الإنسان المعاصر..والماء الذي يستحم فيه، والوسط الذي يترعرع فيه. كما أن العالم التقني هو ما يهيأ إليه الإنسان ويعد له وينشأ ويربي عليه. فالتقنية ، بالنسبة لإيلول، هي التي تولد الرغبات ، فالإشهار مثلا يخلق الحاجة إلى الاستهلاك، والمواصلات تخلق الحاجة إلى التنقل...وبالتالي لا يوجد أية إمكانية خارج العالم التقني وخارج نظام التقنية المعاصر، إنه الشرط الوجودي للإنسان.وبالنسبة لعلاقة الحرية بالتقنية، فإن جاك إيلول يعتبر أنه « لا وجود للحرية في العالم التقني لأن الاختيار بين إمكانات متعددة لايعتبر حرية»، لأن منطقة اختياراتي محددة بالعالم التقني، وبالتالي « لا يمكن الحديث في المجتمعات التقنية المعاصرة عن الحرية بقدر ما يمكن الحديث عن الاستلاب. ف»الإنسان لا يملك أفعالا بل فقط ردود أفعال، وللنظام التقني اليد الطولى فيما يختاره».
وفي الجزء الثاني من الكتاب، يحاول عبد العالي معزوز، أن يموقع الانترنت ضمن هذه المقاربات الثلاث، محاولا على الإجابة على بعض التساؤلات: هل الانترنت استلاب أم تحرر؟ وما هو موقع الإنسان في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وبعد شرح ملخص لمفهوم الانترنت والإمكانات المتعددة التي تتيحها للإنسان، يتساءل الكاتب هل الانترنت أداة تحرر أم أداة استعباد.يتطرق الكاتب إلى وجهات نظر مختلفة اتجاه التقنية والانترنت. فإلى جانب النظرية الماركسية التي تدين العالم التقني عموما ولا ترى فيه إلا استلاب للإنسان أي اغترابه، هناك مفهوم التشيؤ لجورج لوكاش والذي يعني أن الأشياء التي ينتجها الإنسان تفقد قيمتها الاستعمالية ل» تكتسي قيمة تبادلية وتجارية محضة».
ثم ينتقل الأستاذ معزوز إلى مفهوم «العزلة التفاعلية» لدومينيك وولتن، والذي تعني «شيئين متناقضين: من جهة تفاعل، ومن جهة أخرى لا يفيد هذا التفاعل الذي يمنحه الانترنت في إخراج رواده من عزلتهم»...وصنعت هذه العزلة « مجتمعات الاتصال من الأفراد ذرات معزولة، وساهمت في تفكيك العلاقات الاجتماعية»
وينتقل الكاتب، إلى نظريات أخرى ترى في الانترنت مناسبة للتواصل الاجتماعي ونسج صداقات...
أما في فقرة الانترنت بين الحرية والرقابة، فيشرح الكاتب كيف أن الحرية التي تمنحها الانترنت تصطدم بحواجز الرقابة والهواجس الأمنية، و ينتقد الكاتب في فقرة أخرى ماسماه « أكليشيهات» المنتشرة في وسائل الاعلام مثل القرية الكونية ومجتمع المعرفة. فهو يعتبر أن هذه المفاهيم تخفي من ورائها دلالات جيو-سياسية. ف» الانترنت أداة فعالة في الاتصال الكوني الشامل، ولكنه في الآن نفسه وسيلة لتوسيع وانتشار منطق السوق والتسوي، فكل شيئ صالح للترويج على المستوى العالمي من مسحوق الغسيل إلى صناعة النجوم».
وفي الأخير ينتقل المؤلف إلى مفهوم «الديمقراطية التفاعلية» والديمقراطية التشاركية « التي تعتمد على الانترنت، عبر عرض ملامح هذا النوع من الديمقراطية التي يبشر لها أنصار الانترنت. وفي المقابل، هناك من يرى أن للانترنت تأثيرات سلبية، لأنها « تحول الديمقراطية إلى شعبوية سياسية جديدة وإلى خطاب سياسي تبسيطي يتودد إلى الغرائز وإلى الأهواء، ولا يخاطب العقل».
إن كتاب « الانترنت والاستلاب التقاني» ، جدير بالاطلاع لمن يريد فهم تأثير تكنولوجيا الإعلام والاتصالات على الإنسان، حيث حاول الدكتور عبد العالي معزوز شرح كيف تسلب الانترنت الإنسان.


زكرياء سحنون